المشهد الأول(الخروج) .
من جوف الارض في منزل متهالك بحارة قديمة مصرية سمعت أم حنان صوتا يشبه النبش بالأظافر علي احد جدران منزلها فأخذت بالصياح قائلة
،، ألحقونا ياعالم في جن ينبش الحيطة ،،
تجمعن النسوه والأطفال والكبار والصغار لرؤية الجني وتمتماتهم بالمعوذات والصلوات ترتفع مترقبين خروجه من جدار المنزل وأنتشر الخبر بين الحارات كالنار في الهشيم ووفدت الوفود من الجوار لرؤية الجني الجبار وقالت جارة بيقولو البيت مبني علي كنز تحته والجن حارسه وأردفت أخري سريعا وكأنهم محللين سياسين يسرعوا بالخبر قبل أن يبرد قائلة
،،،،لالالا انا سمعت أن ابو حنان له يد في غرق طحان السبعاوي بعد ما أكل عليه إيجارة الزرعه السنة اللي فاتت وده عفريتو اللهم احفظنا ،،،،
حتي الاطفال الصغار لم ينسوا نصيبهم من الاثارة والتشويق صارخا بصوت مدوي الطفل علي ألحقوا الجني طلع الجني طلع ولحظة ساد الهرج والمرج والرعب والتمتمات والتكبير والتهليل والخوف والاثارة والانتظار جعلت قلوب الحاضرين تنبض بشدة كاطبول حرب قبائلية تنذر بقرب الهجوم وسفك الدماء علي أرض عطشي لرشفت كل نقطة تقع عليها .
مهلا مهلا ساد الصمت فجأة للحظة ووقع نعال خشبية تدق بالأرض معلنة قدوم شئ ما من داخل المنزل للخارج والغبار سابق القادم تراجع الجميع في رهبة وخوف تري هل خرج الجني ؟!تري هل هو دميم قبيح ضخم ذو عيون قط شرس ولسان كلسان ثعبان الأناكوندا ؟ تخيلات الجميع لما هو قادم كل حسب قدرته وخياله وسرحت الأفكار فيما بعد هذا الغبار القادم وفجأة سمعوا صوتا خافت ينادي (روو)(قت) وتعالت الصيحات والذعر سيد الموقف ومنهم من حمل الفؤوس والمناجل ليستقصوا الامر وأذا بهم أمام سيدة شبة عارية يكسوها الغبار وأشارت بيدها لهم وقالت.....
رووقت نفر ووسط دهشة الجميع وذهولهم من المنظر هل هذة جنية أم انسية شعرها مجدول بعناية ومضفر وثيابها تكاد تستر بعض من جسدها و ترتدي نعلا خشبيا وتبدو بشرتها البيضاء ظاهرة رغم ما يكسوها من غبار واتربة ..هل زحفت لهنا.. وتشجع بعض الشباب في حركة إستعراضية أمام الناس ومعه عصا راح ينغز بها المرأة في كتفها فصرخت بوجه صرخة جعلت يداه ترتجفان وجمدته بمكانه وأخذت تصفعه علي وجهه إلا أن فقد وعيه من الخوف تماما ما لبث أهل الحارة أن هرعوا صارخين نساء وأطفال وشباب تاركين موقع الحدث وهرعوا يستنجدون بنقطة المركز الأمنية وسط تجمهر هائل من شهود العيان وهرع احد افراد الأمن ليبلغ الضابط حمدي الألفي بالواقعه فتعجب الضابط حمدي من الأمر وأمر مجموعة من افراد الامن أن يجهزوا ليذهبوا لمكان الواقعة قبل أن يبلغ السلطات الأعلي بوزارة الداخلية ،
المشهد الثاني (المعاينة)
حضر الضابط حمدي وأفراد الأمن بالمنطقة للتحقيق في صحة ما يشاع من أهالي الحارة
المكان صامت ورائحة الغبار تفوح من المكان أمر الضابط حمدي أحد أفراد الأمن ويدعي خميس قائلا
حمدي: خميس خش شوف الباب مفتوح ولا ايه
خميس: تمام يافندم .
بخطوات مرتعدة وبطيئة نوعا ما خطي خميس نحو مدخل البيت يتفقد بابه الخشبي موصد أم لا وفتح الباب بصريرا كاساقية تدور بحمار مغمض العينين يتحسس طريقه، دخل خميس للداخل قليل وما لبث أن لمح ظلا قادم فهرول مسرعا وقلبه يكاد ينطلق خارج قفصه الصدري نحو الضابط حمدي صارخا
خميس: ألحق ياباشا الجني جاي علي هنا حاسب يابيه ومن دون تردد وضع حمدي يده علي جراب سلاحه الميري الذي لم يخرجه من مكانه قط منذ تخرجه ولكن جاء وقته وكأي ضابط مدرب أتخذ وضعية الهجوم ،
ولحظات حتي اقبلت المرأة مرة أخري ولكن بلا غبار فقد نفضته عنها وظهرت ملامحها الجميلة شعر أسود طويل نوعا ما مجدول جدائل رفيعة مزينة بقطع نحاسيه مستديرة ووثياب من الكتان المغزول متآكل بعضه ونعلا خشبيا به حلقة نحاسية للأصبع الكبير بالقدم ولجمال المرأة وهدؤ خطواتها نسي حمدي وضعية الهجوم وذهب لها ليراها عن قرب وشدته عيون المها السوداء الجذابة تلك وراح يسألها ،
أنتي مين ؟؟حكايتك إيه؟فلم تجيبه وبعيونها نظرات الغرابة واضحة ولا تفهم أي شئ
فما كان من حضرة الضابط إلا أن يأخذها معه ليستكمل التحقيق ويفك لغزها المحير .
يتبع...
المشهد الثالث..
في المركز الأمني بداخل مكتب الضابط حمدي الألفي ومعه المرأة المجهولة مذهولة مما تراه وراحت تتحسس الجدران والأوراق والصور والنقوش ولفت إنتباهها رنين هاتف الضابط حمدي فبعفوية وغرابة ألتقطته وعندما شعرت بإهتزازه رمته من يدها وقف الضابط حمدي يراقب أفعالها وبداخله شئ يخبره أن هذه المرأة حتما لا تنتمي لعالمنا وأن ورائها سر كبير سيعمل علي إكتشافه وبمعاينته لها وجد أنها ترتدي قرط من الذهب علي شكل طائر وبأظفر رجلها اليسري سلك ذهبي كخاتم ملفوف علي شكل دوائر وبنهايته رأس أفعي فبدر إلي ذهنه خاطر أن ربما تكون هذة إمرأة فرعونية ولما لا ربما خرجت من تابوتها بعد ألاف السنين أليس الفراعنة لديهم عقيدة عن البعث من الموت واساطير قرأت كانو يتحدثون عنها تري هل حقيقي هذا وصرخ فرحا داخل نفسه قائلا ياإللهي نعم أنا أشعر بأنها كذلك وتسارعت بداخله الأفكار وتلاحقت عن كيف يتصرف إن كان هذا حقيقيا وهبطت وتيرة تفكيرة وقت أن تذكر أن واجبه يحتم عليه أخبار الاجهزة القيادية الأعلي منه وراح يتسائل تري ماذا سيفعلون بها ونظر لها مشفقاً وطلب من الصول خميس أن يحضر له طعام وكوب ماء .
خميس .. تمام سعادتك إتفضل ياباشا اللي طلبتو ساعتك وراح يتأمل خميس بالمرأة في نظرة خاطفة وهو يضع المطلوب علي ترابيزة الضيافة وجاء صوت الضابط حمدي منبها له قائلاً
حمدي:خميس أصرف الأهالي اللي برا دي وقولهم خلاص الموضوع قيد التحقيق كل واحد يروح لبيته ومشفش حد علي جنبات المركز تاني ولا أسمع عن الموضوع ده تاني مفهوم حضرة الصول .
خميس بكل حماسة رد قائلا:تمام سعادتك علم وأنصرف بخطوات جدية للخارج يعلن للأهالي المتجمهرة ما قاله حمدي وأمر به ،
أقترب حمدي من المرأة وهي هادئة تماما وقدم لها بعض الماء وقال،
حمدي:إتفضلي إشربي دي ميه قصدي ماء وابتسم ابتسامه ساذجة من ما يجول بخاطرة فنظرة المرأة له وأماءت برأسها أنها تفهم ما يريد وابتسمت ايضا في رحابة وهدوء وإرتشفت القليل جدا من الماء فشعر حمدي بهدوء وسكون عجيب يترقب تلك الغريبة المجهولة وهم ليقدم لها الطعام كان عبارة عن سندوتشات جبن وعيش وخيار مقطع وطماطم فنظرت له واتسعت ابتسامتها ووضعت يدها علي صدره تحية له فإنتفضت أعماقه وأضطربت أحاسيسه وراح يتخبط قلبه بين ضلوعه مستغربا مما يشعر كيف عم فجأة سلام وسكون وفرح في أعماقه وفي أقل من ثانية واحدة ذهبت به تلك اللمسة إلي أعماق أعماق نفسه وارتدت بنفس اللحظة ،وأمسك بيدها وأبعدها عن صدره برفق قائلا لا أعلم ماذا أفعل بداخلي نهراً من الأسئلة ومحيط شاسع من الفضول لمعرفة من أنتي هل تفهميني هل يمكن لك أن تدليني علي أول خيط .
وجلس ينظر لها ولا يدري ماذا يفعل وهي تنظر له بدورها ولا تعلم ما الأمر ومرت نصف ساعة من الصمت والسكون وبداخل عقل حمدي تتلاطم موجات الفضول وعدم الإستعاب وعجز التصرف قطع لحظات الصمت دق الباب كان خميس عنده ما يريد قوله لحضرة الضابط،
خميس:تمام يافندم نفذت اللي أمرت به جنابك بس فيه جماعة أصحاب البيت اللي حدث فيه الواقعة خايفين يروحوا بيقولوا أن ممكن يكون فيه جن تاني ولا حاجة ومش عايزين يمشوا،
حمدي:إيه الكلام دا يعني هيباتو هنا طول العمر لوكاندة هي الظاهر أنا هخرج أطمنهم بنفسي وأوعي حد يدخل هنا مفهوم تقف علي الباب لما نشوف هنعمل إيه في الحكاية دي.
خرج الضابط حمدي لأصحاب البيت قائلا إيه ياجماعة مروحتوش ليه زي ماقالكم الصول خميس ،
رد قائلا له صاحب البيت خايفين سعاتك لا يطلعوا علينا بليل والعيال مش عايزة تروح مرعوبين
حمدي:دا كلام يا حج جن اي وكلام فارغ اي دي واحدة هربانة واتغبرت بالطريق وحظكم ان بابكم القبلي كان مفتوح دي انسانة مش جنية متخفش يلا خد مراتك وولادك وروح مطمن وهبعت معاك حد من هنا يفضل وياكم للصبح عشن تتطمن خالص ،
الرجل ل حمدي :تسلم ياباشا اللهي يحفظك من كل شر يارب وراح يهتف في زووجته تستعد للذهاب للبيت قائلا يالا ياولاد مطلعتش جنية دي واحدة هربانة والبيه هيبعت معانا حراسة يالا هموا نروح بقي .
-----------------------------------―---------------—
ورجع حمدي للمكتب وقال للصول خميس
حمدي:خميس مين في الحجز جوا كام واحد
خميس:سعاتك مافيش حد غير الواد عيسي وصابر اللي كانوا بيقلعوا الذرة من غيط الحج شفيق وغفير الأرض جابهم هنا .
حمدي :تمام طيب هاتهم ليا هنا وشوفلي فرش حطه لي بالحجز .
خميس :تمام ياباشا ،وانصرف مسرعا للحجز صارخا علي من به وقال
هم هم ياض منك له الباشا عاوزكم في المكتب دلوقتي ورد عليه صابر أحد المحتجزين قائلا ،
صابر: خير ياعم خميس البيه عاوز مننا ايه أعمل معروف ياعم خميس انا مش متحمل ضرب جتتي من نومت الندامة دي قاطمة وسطي وماكنوش كوزين درة دول اللي وكلناهم للحمار وهو بالساقية ،نهره خميس قائلا انسد ياولا وهم جتكم البلاوي يالا قدامي علي المكتب مش عايزن اليوم دا يعدي علي خير ولا ايه هموا .
اقتادهم خميس متوجه لمكتب الضابط حمدي طرق الباب ودخل خميس ومن معه
خميس:تمام سعاتك المحتجزين ومسترجيا عسي بنبرة الخوف قائلا
عيسي:والنبي يابيه اللهي يعلي مراتبك يارب احنا معملناهش حاجة غير قلعنا كوزين درة للحمار وقت لما كنا بنروي الأرض عشن ينشطوه وهو بدور الساقية لأن جرابة فضي من الكسب ونظر بنظرة مختلسة للمرأة مستغربا جلوسها علي الكرسي ورثة منظرها فقاطعه صوت الضابط حمدي قائلا ،
حمدي:اسمع انت وهو كوزين درة عود قش مش ملك لكم يبقي سرقة وهتتحاسبوا عليها النهاردة كوزين درة بكرة تاخدو المحصول كله ولا ايه،
صابر ناهضا يقبل يد الضابط أحب علي يدك داحنا غلابة وعندي اربع عيال وامي كفيفه بالدار وراح يقبل يد حمدي مرات متتالية ،،، نزع حمدي يده من يد صابر قائلا القانون قانون ياصابر ومافيش حل قدامكم غير ان صاحب الأرض هو يسامحكم ساعتها هتعاقبوا بردو وابتسم حمدي وقال للصول خميس
حمدي:خميس ابعت للشيخ شفيق يجي وانت حطيت الفرش زي ما قولتلك .
خميس:حصل سعاتك وكله تمام .
حمدي :طيب عال اركن المتهمين دول ف جنب لحد ما الحج ششفيق يجي
خميس تمام سعاتك .ياشويش علي قالها خميس ـ روح لبيت الحج شفيق وبلغه يحضر حالا للبيه عشن موضوع الأرض ـ تمام حاضر ـ قالها شاويش علي مسرعا لبيت الحج شفيق،
توجه حمدي ممسكا يد المرأة برفق يحثها علي النهوض من كرسي ليتوجه بها للحجز ،،،،،،
فتح باب الحجز قائلا لها دا أامن مكان تنامي فيه النهارده لأني معرفش ممكن يحصل لك اي بليل وأنا مش موجود وبعيد كمان عن أي حد من الأهالي المذعورين منك فهماني ، وأشار لها علي الفراش المبسوط بالأرض لتومء برأسها أنها تفهمه فإبتسم حمدي وأغلق باب الحجز وأخذ المفتاح معه وذهب لمكتبه.
يتبع .........
دخل الضابط حمدي وجلس علي كرسي مكتبه ورأسه تدور بالأفكار والحيرة في ما سوف يقرره بشأن المحتجزة هذة وقاطع سيل أفكاره دقق الباب
حمدي:.أدخل
من جوف الارض في منزل متهالك بحارة قديمة مصرية سمعت أم حنان صوتا يشبه النبش بالأظافر علي احد جدران منزلها فأخذت بالصياح قائلة
،، ألحقونا ياعالم في جن ينبش الحيطة ،،
تجمعن النسوه والأطفال والكبار والصغار لرؤية الجني وتمتماتهم بالمعوذات والصلوات ترتفع مترقبين خروجه من جدار المنزل وأنتشر الخبر بين الحارات كالنار في الهشيم ووفدت الوفود من الجوار لرؤية الجني الجبار وقالت جارة بيقولو البيت مبني علي كنز تحته والجن حارسه وأردفت أخري سريعا وكأنهم محللين سياسين يسرعوا بالخبر قبل أن يبرد قائلة
،،،،لالالا انا سمعت أن ابو حنان له يد في غرق طحان السبعاوي بعد ما أكل عليه إيجارة الزرعه السنة اللي فاتت وده عفريتو اللهم احفظنا ،،،،
حتي الاطفال الصغار لم ينسوا نصيبهم من الاثارة والتشويق صارخا بصوت مدوي الطفل علي ألحقوا الجني طلع الجني طلع ولحظة ساد الهرج والمرج والرعب والتمتمات والتكبير والتهليل والخوف والاثارة والانتظار جعلت قلوب الحاضرين تنبض بشدة كاطبول حرب قبائلية تنذر بقرب الهجوم وسفك الدماء علي أرض عطشي لرشفت كل نقطة تقع عليها .
مهلا مهلا ساد الصمت فجأة للحظة ووقع نعال خشبية تدق بالأرض معلنة قدوم شئ ما من داخل المنزل للخارج والغبار سابق القادم تراجع الجميع في رهبة وخوف تري هل خرج الجني ؟!تري هل هو دميم قبيح ضخم ذو عيون قط شرس ولسان كلسان ثعبان الأناكوندا ؟ تخيلات الجميع لما هو قادم كل حسب قدرته وخياله وسرحت الأفكار فيما بعد هذا الغبار القادم وفجأة سمعوا صوتا خافت ينادي (روو)(قت) وتعالت الصيحات والذعر سيد الموقف ومنهم من حمل الفؤوس والمناجل ليستقصوا الامر وأذا بهم أمام سيدة شبة عارية يكسوها الغبار وأشارت بيدها لهم وقالت.....
رووقت نفر ووسط دهشة الجميع وذهولهم من المنظر هل هذة جنية أم انسية شعرها مجدول بعناية ومضفر وثيابها تكاد تستر بعض من جسدها و ترتدي نعلا خشبيا وتبدو بشرتها البيضاء ظاهرة رغم ما يكسوها من غبار واتربة ..هل زحفت لهنا.. وتشجع بعض الشباب في حركة إستعراضية أمام الناس ومعه عصا راح ينغز بها المرأة في كتفها فصرخت بوجه صرخة جعلت يداه ترتجفان وجمدته بمكانه وأخذت تصفعه علي وجهه إلا أن فقد وعيه من الخوف تماما ما لبث أهل الحارة أن هرعوا صارخين نساء وأطفال وشباب تاركين موقع الحدث وهرعوا يستنجدون بنقطة المركز الأمنية وسط تجمهر هائل من شهود العيان وهرع احد افراد الأمن ليبلغ الضابط حمدي الألفي بالواقعه فتعجب الضابط حمدي من الأمر وأمر مجموعة من افراد الامن أن يجهزوا ليذهبوا لمكان الواقعة قبل أن يبلغ السلطات الأعلي بوزارة الداخلية ،
المشهد الثاني (المعاينة)
حضر الضابط حمدي وأفراد الأمن بالمنطقة للتحقيق في صحة ما يشاع من أهالي الحارة
المكان صامت ورائحة الغبار تفوح من المكان أمر الضابط حمدي أحد أفراد الأمن ويدعي خميس قائلا
حمدي: خميس خش شوف الباب مفتوح ولا ايه
خميس: تمام يافندم .
بخطوات مرتعدة وبطيئة نوعا ما خطي خميس نحو مدخل البيت يتفقد بابه الخشبي موصد أم لا وفتح الباب بصريرا كاساقية تدور بحمار مغمض العينين يتحسس طريقه، دخل خميس للداخل قليل وما لبث أن لمح ظلا قادم فهرول مسرعا وقلبه يكاد ينطلق خارج قفصه الصدري نحو الضابط حمدي صارخا
خميس: ألحق ياباشا الجني جاي علي هنا حاسب يابيه ومن دون تردد وضع حمدي يده علي جراب سلاحه الميري الذي لم يخرجه من مكانه قط منذ تخرجه ولكن جاء وقته وكأي ضابط مدرب أتخذ وضعية الهجوم ،
ولحظات حتي اقبلت المرأة مرة أخري ولكن بلا غبار فقد نفضته عنها وظهرت ملامحها الجميلة شعر أسود طويل نوعا ما مجدول جدائل رفيعة مزينة بقطع نحاسيه مستديرة ووثياب من الكتان المغزول متآكل بعضه ونعلا خشبيا به حلقة نحاسية للأصبع الكبير بالقدم ولجمال المرأة وهدؤ خطواتها نسي حمدي وضعية الهجوم وذهب لها ليراها عن قرب وشدته عيون المها السوداء الجذابة تلك وراح يسألها ،
أنتي مين ؟؟حكايتك إيه؟فلم تجيبه وبعيونها نظرات الغرابة واضحة ولا تفهم أي شئ
فما كان من حضرة الضابط إلا أن يأخذها معه ليستكمل التحقيق ويفك لغزها المحير .
يتبع...
المشهد الثالث..
في المركز الأمني بداخل مكتب الضابط حمدي الألفي ومعه المرأة المجهولة مذهولة مما تراه وراحت تتحسس الجدران والأوراق والصور والنقوش ولفت إنتباهها رنين هاتف الضابط حمدي فبعفوية وغرابة ألتقطته وعندما شعرت بإهتزازه رمته من يدها وقف الضابط حمدي يراقب أفعالها وبداخله شئ يخبره أن هذه المرأة حتما لا تنتمي لعالمنا وأن ورائها سر كبير سيعمل علي إكتشافه وبمعاينته لها وجد أنها ترتدي قرط من الذهب علي شكل طائر وبأظفر رجلها اليسري سلك ذهبي كخاتم ملفوف علي شكل دوائر وبنهايته رأس أفعي فبدر إلي ذهنه خاطر أن ربما تكون هذة إمرأة فرعونية ولما لا ربما خرجت من تابوتها بعد ألاف السنين أليس الفراعنة لديهم عقيدة عن البعث من الموت واساطير قرأت كانو يتحدثون عنها تري هل حقيقي هذا وصرخ فرحا داخل نفسه قائلا ياإللهي نعم أنا أشعر بأنها كذلك وتسارعت بداخله الأفكار وتلاحقت عن كيف يتصرف إن كان هذا حقيقيا وهبطت وتيرة تفكيرة وقت أن تذكر أن واجبه يحتم عليه أخبار الاجهزة القيادية الأعلي منه وراح يتسائل تري ماذا سيفعلون بها ونظر لها مشفقاً وطلب من الصول خميس أن يحضر له طعام وكوب ماء .
خميس .. تمام سعادتك إتفضل ياباشا اللي طلبتو ساعتك وراح يتأمل خميس بالمرأة في نظرة خاطفة وهو يضع المطلوب علي ترابيزة الضيافة وجاء صوت الضابط حمدي منبها له قائلاً
حمدي:خميس أصرف الأهالي اللي برا دي وقولهم خلاص الموضوع قيد التحقيق كل واحد يروح لبيته ومشفش حد علي جنبات المركز تاني ولا أسمع عن الموضوع ده تاني مفهوم حضرة الصول .
خميس بكل حماسة رد قائلا:تمام سعادتك علم وأنصرف بخطوات جدية للخارج يعلن للأهالي المتجمهرة ما قاله حمدي وأمر به ،
أقترب حمدي من المرأة وهي هادئة تماما وقدم لها بعض الماء وقال،
حمدي:إتفضلي إشربي دي ميه قصدي ماء وابتسم ابتسامه ساذجة من ما يجول بخاطرة فنظرة المرأة له وأماءت برأسها أنها تفهم ما يريد وابتسمت ايضا في رحابة وهدوء وإرتشفت القليل جدا من الماء فشعر حمدي بهدوء وسكون عجيب يترقب تلك الغريبة المجهولة وهم ليقدم لها الطعام كان عبارة عن سندوتشات جبن وعيش وخيار مقطع وطماطم فنظرت له واتسعت ابتسامتها ووضعت يدها علي صدره تحية له فإنتفضت أعماقه وأضطربت أحاسيسه وراح يتخبط قلبه بين ضلوعه مستغربا مما يشعر كيف عم فجأة سلام وسكون وفرح في أعماقه وفي أقل من ثانية واحدة ذهبت به تلك اللمسة إلي أعماق أعماق نفسه وارتدت بنفس اللحظة ،وأمسك بيدها وأبعدها عن صدره برفق قائلا لا أعلم ماذا أفعل بداخلي نهراً من الأسئلة ومحيط شاسع من الفضول لمعرفة من أنتي هل تفهميني هل يمكن لك أن تدليني علي أول خيط .
وجلس ينظر لها ولا يدري ماذا يفعل وهي تنظر له بدورها ولا تعلم ما الأمر ومرت نصف ساعة من الصمت والسكون وبداخل عقل حمدي تتلاطم موجات الفضول وعدم الإستعاب وعجز التصرف قطع لحظات الصمت دق الباب كان خميس عنده ما يريد قوله لحضرة الضابط،
خميس:تمام يافندم نفذت اللي أمرت به جنابك بس فيه جماعة أصحاب البيت اللي حدث فيه الواقعة خايفين يروحوا بيقولوا أن ممكن يكون فيه جن تاني ولا حاجة ومش عايزين يمشوا،
حمدي:إيه الكلام دا يعني هيباتو هنا طول العمر لوكاندة هي الظاهر أنا هخرج أطمنهم بنفسي وأوعي حد يدخل هنا مفهوم تقف علي الباب لما نشوف هنعمل إيه في الحكاية دي.
خرج الضابط حمدي لأصحاب البيت قائلا إيه ياجماعة مروحتوش ليه زي ماقالكم الصول خميس ،
رد قائلا له صاحب البيت خايفين سعاتك لا يطلعوا علينا بليل والعيال مش عايزة تروح مرعوبين
حمدي:دا كلام يا حج جن اي وكلام فارغ اي دي واحدة هربانة واتغبرت بالطريق وحظكم ان بابكم القبلي كان مفتوح دي انسانة مش جنية متخفش يلا خد مراتك وولادك وروح مطمن وهبعت معاك حد من هنا يفضل وياكم للصبح عشن تتطمن خالص ،
الرجل ل حمدي :تسلم ياباشا اللهي يحفظك من كل شر يارب وراح يهتف في زووجته تستعد للذهاب للبيت قائلا يالا ياولاد مطلعتش جنية دي واحدة هربانة والبيه هيبعت معانا حراسة يالا هموا نروح بقي .
-----------------------------------―---------------—
ورجع حمدي للمكتب وقال للصول خميس
حمدي:خميس مين في الحجز جوا كام واحد
خميس:سعاتك مافيش حد غير الواد عيسي وصابر اللي كانوا بيقلعوا الذرة من غيط الحج شفيق وغفير الأرض جابهم هنا .
حمدي :تمام طيب هاتهم ليا هنا وشوفلي فرش حطه لي بالحجز .
خميس :تمام ياباشا ،وانصرف مسرعا للحجز صارخا علي من به وقال
هم هم ياض منك له الباشا عاوزكم في المكتب دلوقتي ورد عليه صابر أحد المحتجزين قائلا ،
صابر: خير ياعم خميس البيه عاوز مننا ايه أعمل معروف ياعم خميس انا مش متحمل ضرب جتتي من نومت الندامة دي قاطمة وسطي وماكنوش كوزين درة دول اللي وكلناهم للحمار وهو بالساقية ،نهره خميس قائلا انسد ياولا وهم جتكم البلاوي يالا قدامي علي المكتب مش عايزن اليوم دا يعدي علي خير ولا ايه هموا .
اقتادهم خميس متوجه لمكتب الضابط حمدي طرق الباب ودخل خميس ومن معه
خميس:تمام سعاتك المحتجزين ومسترجيا عسي بنبرة الخوف قائلا
عيسي:والنبي يابيه اللهي يعلي مراتبك يارب احنا معملناهش حاجة غير قلعنا كوزين درة للحمار وقت لما كنا بنروي الأرض عشن ينشطوه وهو بدور الساقية لأن جرابة فضي من الكسب ونظر بنظرة مختلسة للمرأة مستغربا جلوسها علي الكرسي ورثة منظرها فقاطعه صوت الضابط حمدي قائلا ،
حمدي:اسمع انت وهو كوزين درة عود قش مش ملك لكم يبقي سرقة وهتتحاسبوا عليها النهاردة كوزين درة بكرة تاخدو المحصول كله ولا ايه،
صابر ناهضا يقبل يد الضابط أحب علي يدك داحنا غلابة وعندي اربع عيال وامي كفيفه بالدار وراح يقبل يد حمدي مرات متتالية ،،، نزع حمدي يده من يد صابر قائلا القانون قانون ياصابر ومافيش حل قدامكم غير ان صاحب الأرض هو يسامحكم ساعتها هتعاقبوا بردو وابتسم حمدي وقال للصول خميس
حمدي:خميس ابعت للشيخ شفيق يجي وانت حطيت الفرش زي ما قولتلك .
خميس:حصل سعاتك وكله تمام .
حمدي :طيب عال اركن المتهمين دول ف جنب لحد ما الحج ششفيق يجي
خميس تمام سعاتك .ياشويش علي قالها خميس ـ روح لبيت الحج شفيق وبلغه يحضر حالا للبيه عشن موضوع الأرض ـ تمام حاضر ـ قالها شاويش علي مسرعا لبيت الحج شفيق،
توجه حمدي ممسكا يد المرأة برفق يحثها علي النهوض من كرسي ليتوجه بها للحجز ،،،،،،
فتح باب الحجز قائلا لها دا أامن مكان تنامي فيه النهارده لأني معرفش ممكن يحصل لك اي بليل وأنا مش موجود وبعيد كمان عن أي حد من الأهالي المذعورين منك فهماني ، وأشار لها علي الفراش المبسوط بالأرض لتومء برأسها أنها تفهمه فإبتسم حمدي وأغلق باب الحجز وأخذ المفتاح معه وذهب لمكتبه.
يتبع .........
دخل الضابط حمدي وجلس علي كرسي مكتبه ورأسه تدور بالأفكار والحيرة في ما سوف يقرره بشأن المحتجزة هذة وقاطع سيل أفكاره دقق الباب
حمدي:.أدخل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق