عاشت امي لاجئة من المهد الى اللحد
ترعرعت وكبرت وهي يطلقون عليها لاجئة ، موقوفة في طوابير وهي طفلة صغيرة تختبئ خلف عبائة امها تارة وتلتحف ساق اباها الكهل تارة أخرى ، كبرت امي ولازالت تقف في طوابير خائفة حائرة هل يٌسمح لها بالمرور ام تعلق في المعابر والحدود ، أمي تحمل ذكراياتها كرغيف خبز فوق رأسها ، تزوجت امي وكبرت ولازالت تلتحف ارض المطارات والمعابر تنتظر ان يٌسمح لها ان تمر وتعبر ، تارة وثيقة سفرك وتارة تاريخ الحزن الكامن في جذور وطنك، وشاخت امي وابيض شعرها ولازالت تتسول الكرامة على ابواب المطارات والمعابر ، كبرت امي ولازالت مكسورة تشعر بخليط العبق ما بين ذٌل وبين حزن ، ماتت أمي ودفنت تحت التراب ، تراب اخذنا نفتش عنه لأن تراب وطنها ضاع بلا رجعة يوم أن ، ضاعت فلسطين، ماتت أمي ويوم وفاتها عرس لها فلأول مرة لا يناديها احد من الملائكة بلاجئة ولأول مرة تناديها الملائكة أيامن ظٌلمتي طوال عمركي فهُجرتي واستسقيتي الحرية أعواما وسماء العرب لم تمطر بعد ، اليوم تهنئين
رحم الله كل اللاجئين الفلسطينيون فمن رحل منهم اليوم لا يقال عنه لاجئ